دلالات سياسية وإنسانية تحملها زيارة اللجنة الأممية الى القنيطرة

في خطوة تعكس تصاعد الاهتمام الدولي بالأوضاع في الجنوب السوري، وصلت لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة إلى محافظة القنيطرة يوم السبت 13 ديسمبر 2025، في مهمة رسمية تهدف إلى توثيق الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة .
بحسب ما أعلنت عنه محافظة القنيطرة عبر منصاتها الرسمية، فإن مهمة اللجنة الأممية تتركز على:
توثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين وممتلكاتهم في المحافظة.
تسجيل الخروقات التي ارتكبتها قوات الاحتلال، خاصة في المناطق القريبة من خط وقف إطلاق النار.
الاستماع إلى شهادات المدنيين المتضررين من الاعتداءات، والاطلاع على حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والممتلكات الخاصة.
أفادت مصادر محلية أن اللجنة زارت بلدة خان أرنبة في ريف القنيطرة، حيث التقت بعدد من الأهالي الذين عرضوا شهاداتهم حول الاعتداءات المتكررة من قبل الجيش الإسرائيلي، والتي شملت قصفاً مدفعياً، توغلات محدودة، واعتقالات عشوائية.
حيث تأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد التوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري خلال الأشهر الأخيرة، حيث باتت الغارات الجوية والعمليات البرية شبه يومية، ما أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي في المنطقة. وتشير تقارير محلية إلى أن هذه الانتهاكات تسببت في أضرار جسيمة للمنازل والمزارع، فضلاً عن حالات نزوح داخلية نتيجة تدهور الوضع الأمني.
زيارة اللجنة الأممية تحمل دلالات سياسية وإنسانية مهمة:
من الناحية القانونية: تمثل خطوة نحو توثيق الانتهاكات تمهيداً لإعداد تقارير قد تُعرض على مجلس حقوق الإنسان أو الجمعية العامة للأمم المتحدة.
من الناحية الإنسانية: تسلط الضوء على معاناة المدنيين في منطقة مهمشة إعلامياً، وتفتح الباب أمام تقديم مساعدات إنسانية أو دعم قانوني للمتضررين.
من الناحية السياسية: قد تُشكل ضغطاً دولياً على إسرائيل لوقف انتهاكاتها، أو على الأقل الحد منها، خاصة في ظل تزايد التوترات الإقليمية.
ومن المتوقع أن تُصدر اللجنة تقريراً أولياً خلال الأسابيع المقبلة، يتضمن نتائج التحقيقات الميدانية، وتوصيات للجهات الدولية بشأن الخطوات الواجب اتخاذها. كما يُنتظر أن تُعقد جلسات استماع إضافية في مناطق أخرى من الجنوب السوري، في حال استمرت الانتهاكات.
زيارة اللجنة الأممية إلى القنيطرة تمثل بداية مسار توثيقي مهم، لكنه يظل مرهوناً بمدى تجاوب المجتمع الدولي مع نتائجه، وقدرته على تحويلها إلى إجراءات ملموسة تحمي المدنيين وتُحاسب المعتدين.



